Kurdistan Democratic Party

Renewal  .  Justice  .  Coexistence


 

نيجيرفان بارزاني يدعو بغداد بضرورة تعويض ضحايا الأنفال

دهوك-KDP.info/ برعاية وحضور نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان وتحت شعار "من الدموع إلى الأمل" جرت مساء اليوم الخميس 5/9/2013، مراسيم إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لأنفال منطقة بادينان، بحضور وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين آرام أحمد ونائب رئيس برلمان كوردستان د. حسن محمد سوره  وعدد من المسؤولين الإداريين والحزبيين  والقوى السياسية وممثلي الدول الأجنبية والمنظمات  وجمع غفير من أهالي مدينة دهوك وذوي المؤنفلين وذلك في قلعة نزاركي بدهوك، هذه القلعة التي كانت تستخدم كسجن للمؤنفلين أبان حكم النظام البعثي البائد.

وفي مستهل المراسيم ألقى نيجيرفان بارزاني كلمة أشار من خلالها " أنه قبل 25 عام قام نظام البعث بشن هجوم تحت شعار "خاتمة الأنفال" على مناطق بادينان، والتي أدت إلى إلقاء القبض على الآلاف من أهالي المنطقة ونزوح العدد الآخر إلى الحدود التركية والإيرانية، ونتيجة للقصف الكيمياوي على (14) موقع في مختلف مناطق بادينان، مما أدى إلى إستشهاد وجرح المئات من المواطنين.

وإستذكر نيجيرفان بارزاني إحدى الجرائم السوداء لعمليات الأنفال في منطقة بادينان، كيف قام النظام بابادة  إحدى العوائل المسيحية باسم عائلة موشي الذي كان يعمل طبيباً خلال ثورة أيلول، حيث استشهدت العائلة بكاملها، مع إستشهاد العشرات من النساء والأطفال وقام النظام البعث برمي عدد كبير من أهالي قريتي (كوريمي) و (جلكي).

وأوضح رئيس الوزراء أنه من غير الممكن التعبير عن المحن والمآسي التي ذاقها اللاجئون والمشردون، فهم فقط قادرون عن التعبير عن مدى الظلم والتعذيب الذي مورس بحقهم في هذه القلعة ومجمع بحركة !.  ولكن بالرغم من ذلك فأن إستذكار هذة الأيام السوداء يمكن أن يخفف من همومهم ومن شأنه أن يكون حافزاً لنا لإعادة البناء وخدمة كوردستان وتعزيز الأمن والإستقرار والتعايش، وبهذا الشكل يمكننا أخذ الثأر من هذه الجرائم البشعة التي مارسها النظام البعثي.

ونوه نيجيرفان بارزاني خلال حديثه إلى أن إحدى أهداف حكومة إقليم كوردستان هي إعادة إعمار كوردستان وخدمتها، ومسح آثار تلك الأيام السوداء والمآسي التي تعرض لها المنكوبين وذوي الضحايا، ومن حقهم أن تتعاطف حكومة إقليم كوردستان والمجتمع الدولي مع قضيتهم  والعمل على عدم تكرار مثل هذه الجرائم.

وبهذه المناسبة أعرب رئيس الوزراء عن شكره وتقديره  للموقف الإنساني للحكومتين التركية والإيرانية للإستجابة لضحايا عمليات الأنفال في بادينان  في تلك الأيام السوداء، وكيف قامت الدولتين باستقبالهم وإحتضانهم ومساعدتهم. كما أعرب عن شكره  الخاص إلى أهالي مدينة أربيل  لدورهم القومي والإنساني، مستذكراً كيف قام أهالي مدينة أربيل في تلك الأيام من تحدي سلطات النظام البعثي ونجدة إخوانهم في مجمع بحركة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

واضاف نيجيرفان بارزاني كانت هذه صفحة دموع الأنفال، ويجب عدم إهمالها ونسيانها لكي نذكر الجميع بعدم إفتقاد وإهمال جانبه الإنساني، وبودنا أن نوجه رسالتنا إلى العالم أجمع بأن الدول والحكومات تأسست لخدمة الإنسان وليس للقتل والإبادة الجماعية. وأوضح أن إحياء ذكرى الأنفال هو درس يجب إلقاءه سنوياً لكي لا تتكرر هذه المآساة مرة ثانية، وشدد على ضرورة التصدي لمثل هذه الجرائم لكي لا تتكرر جريمة الأنفال في جميع أنحاء العالم.

وأعلن رئيس الوزراء بأن جريمة الأنفال تعتبر إحدى جرائم النظام البعثي البائد، ولكن هناك فرق شاسع مع الجرائم الأخرى، لأن أهدافها تختلف عن أهداف الجرائم الأخرى، وفي الجرائم الأخرى قام  النظام البعثي بقتل أهالي قرية واحدة بأكملها مثل قرية (صوريا)، أو مجموعة من الأشخاص، أو إستهداف منطقة ما، مثل الترحيل وسلب الممتلكات وقتل الكورد الفيلية أو الإبادة الجماعية لــ 8000 بارزاني من المدنيين فقط بسبب كنيتهم (البارزانية)، أو القصف الكيمياوي على بلدة حلبجة الشهيدة. ولكن في جريمة الأنفال كانت أهداف النظام البعثي استراتيجية وشاملة في قتل وطرد وتفريغ كوردستان من أهاليها، بل وحتى إبادة الحيوانات على أرضها.

 

وأكد نيجيرفان بارزاني على ضرورة أن تقوم الحكومة العراقية الحالية بتعويض ضحايا الأنفال باعتبارها وريثة الحكومة السابقة، سيما وأن النظام العراقي السابق قام بهذه الجريمة النكراء والتي كان النظام يفتخر بها، وهناك وثائق في حوزتنا تؤكد ذلك. واضاف بارزاني " باسمكم ونيابةً عن شعب إقليم كوردستان نطالب الحكومة العراقية بتنفيذ قرار محكمة الجنايات العليا وإعادة حقوقكم، ولعلمكم أن إحدى الملفات التي تناولناها بشكل جدي خلال زيارتنا الأخيرة إلى بغداد كان ملف الأنفال".

وأوضح نيجيرفان بارزاني أن حكومة الإقليم قدمت ما بوسعها من خدمات لعوائل وذوي ضحايا الأنفال، ولكن كان قليلاً ودون مستوى الطموح، وذلك لقلة إمكانيات الحكومة في حينها، ولكن بعد عملية تحرير العراق، فأن حكومة الإقليم لن تذخر وسعاً في خدمتهم وتقوم سنوياً بتقديم الخدمات ولا شك بأنها ستستمر في هذا المجال.

كما أعلن رئيس الوزراء أن ما حققتها الدكتاتورية والشوفينية كانت الأنفال والجينوسايد، ولكن منجزات الثورة التي تحققت بدماء الشهداء والمضحين، كانت الحرية والتحرر والإدارة الذاتية والبرلمان والديمقراطية وحكومة إقليم كوردستان.  وأضاف أن ما أنجزناه هو  الأمل، وأن حمايته ليس من مسؤولية قوة سياسية أو حكومة، وإنما هو واجب قومي ووطني وعلى الجميع تحمل هذه المسؤولية.

وفي ختام كلمته، جدد نيجيرفان بارزاني إلى أن المشاركة في عملية التصويت والإنتخابات هو وفاء لدماء الشهداء والثأر لمآسي وآلام الأنفال. داعياً الجميع إلى الشعور بهذه المسؤولية والتوجه يوم الإنتخابات إلى صناديق الإقتراع .

هذا وعقب ألقاء كلمة وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين وكلمة ذوي ضحايا الأنفال. إختتمت المراسيم بوضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء.