هوليرـKDP.info ـ أشاد رئيس إقليم كوردستان، نێچیرڤان بارزاني، اليوم الاحد (1 كانون الأول 2024)، بعطاءات البروفيسور مصطفى زلمي لما قدمه من خدمات تشريعية ملموسة، متعهداً بمواصلة مسيرته بناء مجتمع يسود فيه العدالة والمساواة.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته منتدى "الفكر الاسلامي" لمنظمة مصطفى زلمي الثقافية، حيث استهلها بالترحيب بجميع الضيوف وبشكل خاص بالضيوف القادمين من "الأزهر الشريف".
وقال نێچیرڤان بارزاني إن "الراحل مصطفى زلمي لم يكن مفكراً وعالماً فحسب، بل كان رمزاً للإصلاح والتجديد في الفكر الإسلامي والقانوني".
وأضاف أن "زلمي استطاع العمل على جمع القيم والأدوات الدينية والإنسانية في العصر الحديث من أجل تأسيس مجتمع تسود فيه العدالة والإنسانية."
وقال إن "الدكتور مصطفى زلمي كان صاحب فكر عادل مبني على أساس أن الإسلام لم يقف أمام التطور بل كان قوة متجددة، وآمن بأن القوانين ليست ثابتة بل هي أدوات لخدمة الإنسان والإنسانية، ويجب أن تتطور لتتناسب مع المتغيرات والمسلتزمات المجتمعية ".
وتابع أن زلمي "قدم قراءة جديدة ونيّرة للنصوص التشريعية وكان يؤكد على أن الاجتهاد لا يجب أن يتوقف، وبيّن أن الفهم السطحي للنصوص يشكل عائقاً أمام تطور المجتمعات، كما أكد على أن الإسلام دين للرحمة لا يمكن أن يقبل بالظلم والتفرقة".
ولفت نێچیرڤان بارزاني أنه قد قرأ سابقاً عن إصدارات مصطفى زلمي وعرف أن ما يجب القيام به من أجل المجتمع سيكون صعباً بدونه، مضيفاً :" لذا كان وجوده مهماً جداً لما له من تأثير كبير في قانون الأحوال الشخصية لاسيما ردعه للمفاهيم الخاطئة بما في ذلك الطلاق والتعدد وختان الإناث وقتلهن، وذلك عن طريق تقديمه لحوار فكري ممنهج ".
وبيّن نێچیرڤان بارزاني أنه وزلمي مع 10 علماء وخبراء بدأوا سابقاً بالعمل في تعديل قانون الأحوال الشخصية، وبعد ثمانية أشهر من العمل مع جميع الأطراف المعنية، تم وضع أساس لقانون جديد يتناسب مع نصوص القرآن الكريم وتمت المصادقة عليه في مجلس الوزراء وبرلمان كوردستان.
واشار في كلمته إلى أن "التحولات التي أٌنجزت كانت كبيرة"، مؤكداً أنه "من دون التفسير الدقيق الذي قدمه مصطفى لما كنا قد انجزنا ما أنجزناه".
وشدد على أن مصطفى زلمي "مثّل حركة فكرية كبيرة على أساس الفهم الإنساني للإسلام بعيداً عن الأفكار البالية التي لا تمت للإسلام بصلة."
وأضاف: "عمل زلمي بلا كلل وملل مع التشريعيين والأكاديميين والخبراء والسياسيين من أجل خلق التوازن بين القيم الإسلامية والاحتياجات العصرية."
واعتبر نێچیرڤان بارزاني بأن واجب زلمي كان "صعباً" ، لكنه انتج قانوناً "يحافظ على التوازن بين القيم الثقافية والإسلامية و قد ساهم في العدالة والمساواة للجميع، حيث لم يكن مجرد نصاً قانونياً فحسب بل جسد فلسفته القائمة لخدمةً الإنسانية ورفض للظلم".
وفي ما يتعلق بالمراة، قال نێچیرڤان بارزاني إن "زلمي أكد بأن تقوية المرأة أمر لا يتعلق بالحقوق فحسب، بل هي أساسٌ لبناء مجتمع قوي مستقر، لذا فقد كان أحد أبرز المناهضين للعنف ضد المرأة."
وأضاف أنه (زلمي) شارك بفعالية في جميع القوانين التي تنهي العنف ضد المرأة، وكان قانون مناهضة العنف الأسري عام 2011 أحد انجازاته المباشرة.
وأوضح أن زلمي رأى دائماً بأن "العنف ضد المرأة هو تهديد لمجتمع بأكمله، وأن العدالة للمرأة تمثل خطوة أساسية نحو بناء مجتمع تسود فيه العدالة والمساواة".
وكان زلمي يؤمن بأن "شريعة الإسلام والقوانين العصرية لايتناقضان، بل بامكانهما العمل معاً من أجل أن تسود العدالة والمساواة في المجتمع، وقد بذل جهوداً كبيرة في هذا الإطار".
وأكد نێچیرڤان بارزاني على أن "إرث زلمي لا يُختزل بالكتب والقوانين، بل رسالة واعدة للأجيال المقبلة، وعلمنا أن الاجتهاد والعمل المستمر هو الطريق الوحيد لجلب التطور والازدهار. واجه زلمي عقبات وتحديات في حياته، لكنه كان نموذجاً في الشجاعة ابتداءاً من فقهه إلى إصلاح القوانين، والتزم دائماً بخدمة العلم والمجتمع."
وختم نێچیرڤان بارزاني بالقول:"اليوم لا نقف هنا لكي نحيي ذكراه فحسب، بل لنجدد العهد بمواصلة مسيرته، مع جزيل الشكر لمنظمي هذا المنتدى".