اربيل-CNN-KDP.info- أبدى كاتب ومحلل سياسي أمريكي دهشته من حجم التطورات الجارية في عاصمة اقليم كردستان العراق، مؤكدا أن هناك طفرة عقارية واقتصادية في مدينة اربيل.
وتشير التقارير الإقتصادية إلى أن مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان هي أفضل مدينة عراقية من جهة جذب المستثمرين المحليين والأجانب.
وقال الكاتب في مجلة نيويوركر الأمريكية ديكستر فيلكنز في مقابلة مع شبكة CNN الاخبارية حول رحلته الأخيرة إلى بغداد، إن الذي يجهل العاصمة العراقية لن يخطر في باله أن الأمريكيين كانوا فيها لأنهم غادروها دون ترك أي أثر مضيفا "هناك انتخابات وبرلمان، ولكن المدينة مازالت تبدو كما كانت قبل عقد في خضم الحرب الأهلية. والعراق مازال بلدا منقسما والحرب مستمرة، بل إنها أعنف من أي وقت مضى، إنها حرب أهلية تطل برأسها من جديد".
وحذر فيلكنز من أن "العراق دولة تنحدر مجددا باتجاه الحرب الأهلية المذهبية، هناك المسلحون التابعون لتنظيم القاعدة، بصرف النظر عن التسمية التي يطلقونها على أنفسهم، يدخلون إلى وسط مدينة الفلوجة، وإلى داخل الرمادي في أحيان أخرى، لقد عدنا إلى الصراع السني الشيعي كما كان عام 2006".
ولكن فيلكنز أبدى دهشته من حجم التطورات الجارية في عاصمة اقليم كردستان، وقال إن "هناك ظواهر غربية، فإذا ذهب المرء إلى أربيل في إقليم كردستان فسيرى طفرة عقارية واقتصادية وهناك عمليات نشيطة لاستخراج النفط".
ويشهد اقليم كردستان انفتاحاً اقتصادياً جعل منه بوابة للعراق، حيث تتهافت الشركات الأجنبية والعربية للحصول على فرص الاستثمار المتوفرة فيه نتيجة الامتيازات التي يقدمها قانون الاستثمار الذي صدر في عام 2006، فضلاً عن الأوضاع الأمنية المستقرة فيه.
وأضاف فيلكنز أن الامر "كذلك في البصرة، أثر الثروة النفطية لا يظهر في العاصمة بغداد، ولكنه موجود في أماكن أخرى".
وعبر عن قلقه من "الواقع المروع لمنطقة الحدود بين العراق وسوريا، الحدود اختفت عمليا وباتت الأراضي مفتوحة، وقد قال لي أحد المسؤولين في البيت الأبيض إن الأراضي الممتدة بين حلب في سوريا والأنبار في العراق قد تكون المنطقة الأكثر إثارة للرعب في العالم، وأنا أتفق مع هذا الوصف، فهي أرض صحراوية ومفتوحة وممتدة على ضفاف نهر الفرات".
وزاد "الأمر المرعب هو أنه عند النظر إلى سوريا والحرب الأهلية المروعة الدائرة فيها نرى أن موجات النزوح تتجه كلها إلى خارج البلاد، وبالتالي تصل إلى العراق الذي بدوره ينزلق بسرعة نحو حرب أهلية، وكذلك إلى لبنان الذي بات خمس سكانه من اللاجئين، وكذلك إلى الأردن، حيث بات مخيم الزعتري رابع أكبر مدينة في البلاد".
واختتم حديثه بالقول "لدينا سوريا في الوسط، في قلب الشرق الأوسط، وهي الآن تتفجر، وما يخيفني حقا هو أن الشرق الأوسط الذي ولد بجرة قلم بين فرنسا وبريطانيا عام 1919 ونتج عنه دول مصطنعة الصقت إلى جانب بعضها بات اليوم أمام خطر انهيار حقيقي".
شيماء محمد